فصل: الآية (‏53‏)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  الآية ‏(‏53‏)‏‏.‏

- أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ‏{‏هل ينظرون إلا تأويله‏}‏ قال‏:‏ عاقبته‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏يوم يأتي تأويله‏}‏ قال‏:‏ جزاؤه ‏{‏يقول الذين نسوه من قبل‏}‏ قال‏:‏ أعرضوا عنه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏يوم يأتي تأويله‏}‏ قال‏:‏ يوم القيامة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ‏{‏يوم يأتي تأويله‏}‏ قال‏:‏ عواقبه مثل وقعة بدر والقيامة وما وعد فيه من موعد‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في الآية قال‏:‏ لا يزال يقع من تأويله أمر حتى يتم تأويله يوم القيامة، حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ، ففي ذلك أنزل ‏{‏يوم يأتي تأويله‏}‏ حيث أثاب الله أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم‏.‏ يقول يومئذ ‏{‏الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏يوم يأتي تأويله‏}‏ قال‏:‏ تحقيقه‏.‏ وقرأ ‏{‏هذا تأويل رؤياي من قبل‏}‏ ‏(‏يوسف الآية 100‏)‏ قال‏:‏ هذا تحقيقها، وقرأ ‏{‏وما يعلم تأويله إلا الله‏}‏ ‏(‏آل عمران الآية 7‏)‏ قال‏:‏ ما يعلم تحقيقه إلا الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏وضل عنهم ما كانوا يفترون‏}‏ قال‏:‏ ما كانوا يكذبون في الدنيا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ما كانوا يفترون‏}‏ أي يشركون‏.‏

-  الآية ‏(‏54 - 55‏)‏‏.‏

- أخرج أبو الشيخ عن سميط قال‏:‏ دلنا ربنا تبارك وتعالى على نفسه في هذه الآية ‏{‏إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء والخطيب في تاريخه عن الحسن بن علي قال‏:‏ أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين آية أن يعصمه الله من كل سلطان ظالم، ومن كل شيطان مريد، ومن كل سبع ضار، ومن كل لص عاد‏.‏ آية الكرسي، وثلاث آيات من الأعراف ‏{‏إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض‏}‏ وعشرا من أول الصافات، وثلاث آيات من الرحمن ‏{‏يا معشر الجن‏}‏ ‏(‏الرحمن الآية 33‏)‏ وخاتمة سورة الحشر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن اسحق بن كعب بن عجرة قال‏:‏ نزلت هذه الآية ‏{‏إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام‏}‏ 7 لقي ركب عظيم لا يرون إلا أنهم من العرب، فقالوا لهم‏:‏ من أنتم‏؟‏ قالوا‏:‏ من الجنة، خرجنا من المدينة أخرجتنا هذه الآية‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عبيد بن أبي مرزوق قال‏:‏ من قرأ عند نومه ‏{‏إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ بسط عليه ملك جناحه حتى يصبح وعوفي من السرق‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن قيس صاحب عمر بن عبد العزيز قال‏:‏ مرض رجل من أهل المدينة فجاءه زمرة من أصحابه يعوذونه، فقرأ رجل منهم ‏{‏إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية كلها‏.‏ وقد أصمت الرجل، فتحرك ثم استوى جالسا، ثم سجد يومه وليلته حتى كان من الغد من الساعة التي سجد فيها قال له أهله‏:‏ الحمد لله الذي عافاك‏.‏ قال‏:‏ بعث إلى نفسي ملك يتوفاها، فلما قرأ صاحبكم الآية التي قرأ، سجد الملك وسجدت بسجوده فهذا حين رفع رأسه، ثم مال فقضى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏خلق السموات والأرض في ستة أيام‏}‏ قال‏:‏ لكل يوم منها اسم‏.‏ أبي جاد، هواز، حطى، كلمون، صعفص، قرشات‏.‏

وأخرج سمويه في فوائده عن زيد بن أرقم قال‏:‏ إن الله عز وجل خلق السموات والأرض في ستة أيام، قال‏:‏ كل يوم مقداره ألف سنة‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد قال‏:‏ بدء الخلق العرش والماء والهواء، وخلقت الأرض من الماء، وكان بدء الخلق يوم الأحد ويوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وجميع الخلق في يوم الجمعة، وتهودت اليهود يوم السبت، ويوم من الستة أيام كألف سنة مما تعدون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال‏:‏ إن الله بدأ خلق السموات والأرض وما بينهما يوم الأحد، ثم استوى على العرش يوم الجمعة في ثلاث ساعات، فخلق في ساعة منها الشموس كي يرغب الناس إلى ربهم في الدعاء والمسألة، وخلق في ساعة النتن الذي يقع على ابن آدم إذا مات لكي يقبر‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن حيان الأعرج قال‏:‏ كتب يزيد بن أبي سلم إلى جابر بن زيد يسأله عن بدء الخلق‏؟‏ قال‏:‏ العرش والماء والقلم، والله أعلم أي ذلك بدأ قبل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال‏:‏ بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، وجعل كل يوم ألف سنة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال‏:‏ أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش فخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، وآدم يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة، في آخر ساعة من النهار‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ثم استوى على العرش‏}‏ قال‏:‏ يوم السابع‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال‏:‏ إن الله حين خلق الخلق استوى على العرش فسبحه العرش‏.‏

وأخرج ابن مردويه واللالكائي في السنة عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها في قوله ‏{‏ثم استوى على العرش‏}‏ قالت‏:‏ الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر‏.‏

وأخرج اللالكائي عن ابن عيينة قال‏:‏ سئل ربيعة عن قوله ‏{‏استوى على العرش‏}‏ كيف استوى‏؟‏ قال‏:‏الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق‏.‏ وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عبد الله بن صالح بن مسلم قال‏:‏ سئل ربيعة‏.‏‏.‏‏.‏ فذكره‏.‏

وأخرج اللالكائي عن جعفر بن عبد الله قال‏:‏ جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال له‏:‏ يا أبا عبد الله استوى على العرش كيف استوى‏؟‏ قال‏:‏ فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء - يعني العرق - وأطرق القوم قال‏:‏ فسرى عن مالك فقال‏:‏ الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني أخاف أن تكون ضالا وأمر به فأخرج‏.‏

وأخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال‏:‏ كنا عند مالك بن أنس، فدخل رجل فقال‏:‏ يا أبا عبد الله ‏{‏الرحمن على العرش استوى‏}‏ كيف استواؤه‏؟‏ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه فقال ‏{‏الرحمن على العرش استوى‏}‏ كما وصف نفسه، ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه‏.‏ قال‏:‏ فأخرج الرجل‏.‏

وأخرج البيهقي عن أحمد بن أبي الحواري قال‏:‏ سمعت سفيان بن عيينة يقول‏:‏ كلما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه‏.‏

وأخرج البيهقي عن اسحق بن موسى قال‏:‏ سمعت ابن عيينة يقول‏:‏ ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته، ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي عيسى قال‏:‏ لما استوى على العرش خر ملك ساجدا، فهو ساجد إلى أن تقوم الساعة، فإذا كان يوم القيامة رفع رأسه فقال‏:‏ سبحانك ما عبدتك حق عبادتك إلا أني لم أشرك بك شيئا، ولم اتخذ من دونك وليا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ‏{‏يغشى الليل النهار‏}‏ قال‏:‏ يغشى الليل النهار فيذهب بضوئه، ويطلبه سريعا حتى يدركه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏حثيثا‏}‏ قال‏:‏ سريعا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏يغشى الليل النهار‏}‏ قال‏:‏ يلبس الليل النهار‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والشمس والقمر والنجوم‏}‏‏.‏

أخرج الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن الشمس والقمر والنجوم خلقن من نور العرش‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله ‏{‏ألا له الخلق والأمر‏}‏ قال‏:‏ الخلق‏:‏ ما دون العرش، والأمر‏:‏ ما فوق ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان بن عيينة قال‏:‏ الخلق‏:‏ هو الخلق، والأمر، هو الكلام‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه فقد كفر وحبط ما عمل‏:‏ ومن زعم أن الله جعل للعباد من الأمر شيئا فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله ‏{‏ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس ‏{‏ادعوا ربكم تضرعا وخفية‏}‏ قال‏:‏ السر‏.‏ ‏{‏إنه لا يحب المعتدين‏}‏ في الدعاء ولا في غيره‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال‏:‏ التضرع‏:‏ علانية، والخفية‏:‏ سر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏ادعوا ربكم تضرعا‏}‏ يعني مستكينا ‏{‏وخفية‏}‏ يعني في خفض وسكون في حاجاتكم من أمر الدنيا والآخرة ‏{‏إنه لا يحب المعتدين‏}‏ يقول‏:‏ لا تدعوا على المؤمن والمؤمنة بالشر‏:‏ اللهم اخزه والعنه ونحو ذلك، فإن ذلك عدوان‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله ‏{‏إنه لا يحب المعتدين‏}‏ قال‏:‏ لا تسألوا منازل الأنبياء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم‏:‏ كان يرى أن الجهر بالدعاء الإعتداء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ‏{‏إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض‏}‏ إلى قوله ‏{‏تبارك الله رب العالمين‏}‏ قال‏:‏ لما أنبأكم الله بقدرته وعظمته وجلاله، بين لكم كيف تدعونه على تفئه ذلك فقال ‏{‏ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين‏}‏ قال‏:‏ تعلموا أن في بعض الدعاء اعتداء فاجتنبوا العدوان والإعتداء إن اسطعتم ولا قوة إلا بالله‏.‏ قال‏:‏ وذكر لنا أن مجالد بن مسعود أخا بني سليم سمع قوما يعجون في دعائهم، فمشى إليهم فقال‏:‏ أيها القوم لقد أصبتم فضلا على من كان قبلكم أو لقد هلكتم، فجعلوا يتسللون رجلا رجلا حتى تركوا بقعتهم التي كانوا فيها‏.‏ قال‏:‏ وذكر لنا أن ابن عمر أتى على قوم يرفعون أيديهم فقال‏:‏ ما يتناول هؤلاء القوم‏؟‏ فو الله لو كانوا على أطول جبل في الأرض ما ازدادوا من الله قربا‏.‏ قال قتادة‏:‏ وإن الله إنما يتقرب إليه بطاعته، فما كان من دعائكم الله فليكن في سكينة، ووقار، وحسن سمت، وزي وهدي، وحسن دعة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن مغفل‏.‏ أنه سمع ابنه يقول‏:‏ اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها‏.‏ فقال‏:‏ أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏سيكون في هذه الامة قوم يعتدون في الدعاء والطهور‏"‏‏.‏

وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص‏.‏ أنه سمع ابنا له يدعو ويقول‏:‏ اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها واستبرقها ونحو هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال‏:‏ لقد سألت الله خيرا وتعوذت به من شر كل كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء‏"‏ وقرأ هذه الآية ‏{‏ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين‏}‏ وإن بحسبك أن تقول‏:‏ اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في الآية قال‏:‏ إياك أن تسأل ربك أمرا قد نهيت عنه أو ما ينبغي لك‏.‏

وأخرج ابن المبارك وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن قال‏:‏ لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله يقول ‏{‏ادعوا ربكم تضرعا وخفية‏}‏ وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا فرضي له قوله، فقال ‏{‏إذ نادى ربه نداء خفيا‏}‏ ‏(‏مريم الآية 2‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال‏:‏ إن من الدعاء اعتداء، يكره رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء، ويؤمر بالتضرع والاستكانة‏.‏

-  الآية ‏(‏56‏)‏‏.‏

- أخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله ‏{‏ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها‏}‏ قال‏:‏ بعدما أصلحها الأنبياء وأصحابهم‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش‏.‏ أنه سئل عن قوله ‏{‏ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها‏}‏ فقال‏:‏ إن الله بعث محمدا إلى أهل الأرض وهم في فساد فأصلحهم الله بمحمدا صلى الله عليه وسلم، فمن دعا إلى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الأرض‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي سنان في قوله ‏{‏ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها‏}‏ قال‏:‏ قد أحللت حلالي، وحرمت حرامي، وحددت حدودي، فلا تعتدوها‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ‏{‏وادعوه خوفا وطمعا‏}‏ قال‏:‏ خوفا منه، وطمعا لما عنده ‏{‏إن رحمة الله قريب من المحسنين‏}‏ يعني من المؤمنين، ومن لم يؤمن بالله فهو من المفسدين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مطر الوراق قال‏:‏ تنجزوا موعود الله بطاعة الله، فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين‏.‏

-  الآية ‏(‏57‏)‏‏.‏

- أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏{‏وهو الذي يرسل الرياح‏}‏ على الجماع ‏(‏بشرا‏)‏ خفيفة بالباء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال‏:‏ إن الله يرسل الريح فتأتي بالسحاب من بين الخافقين - طرف السماء والأرض من حيث يلتقيان - فيخرجه من ثم، ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء، ثم يفتح أبواب السماء فيسيل الماء على السحاب، ثم يمطر السحاب بعد ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏بشرا بين يدي رحمته‏}‏ قال‏:‏ يستبشر بها الناس‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن اليماني أنه كان يقرأها ‏{‏بشرا‏}‏ من قبل مبشرات‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏بين يدي رحمته‏}‏ قال‏:‏ هو المطر‏.‏ وفي قوله ‏{‏كذلك نخرج الموتى‏}‏ قال‏:‏ وكذلك تخرجون، كذلك النشور كما يخرج الزرع بالماء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏كذلك نخرج الموتى‏}‏ قال‏:‏ إذا أراد الله أن يخرج الموتى تمطر الماء حتى تشقق الأرض، ثم يرسل الأرواح فيهوي كل روح إلى جسده، فكذلك يحيي الله الموتى بالمطر كإحيائه الأرض‏.‏